تعد الجامعات الرافد الذي يغذي المجتمعات بما تحتاجه من خبرات وكفاءات واختصاصات علمية وإنسانية واجتماعية ، ولهذا تقع على عاتق الجامعة مسؤولية الاهتمام بالطالب الذي يعد النواة الاولى لهذا المجتمع .
فالحياة الجامعية هي نقطة تحول وولادة جديدة ومغايرة للإنسان يبصر من خلالها الكثير من الأمور، خصوصا وانه سيخضع لتجارب جديدة لم يعشها سواء عن طريق الانفتاح الاجتماعي أو عن طريق زيادة الوعي المعرفي لكل ماهو مفيد من تجارب الآخرين ، لكن لا يمكن ان تقتصر الحياة الجامعية على الجانب العلمي والأكاديمي فقط فهي تسير على خط متواز مع جوانب الحياة الجامعية الأخرى حول هذا الموضوع حاولنا معرفة آراء عدد من الطلاب والذين تباينت آراؤهم بشأن ذلك : الطالب مصطفى محمد عبد الزهرة يشبه الحياة الجامعية بخلطة الاسمنت اذ لايمكن ان تتماسك من دون الماء فهذا هو حال الحياة الجامعية لايمكن ان تتماسك وتقبل عند الطالب اذا ما اقتصرت على جوانب اكاديمية او دراسة منهجية فقط متناسين الجانب الثقافي والاجتماعي والترفيهي، ويضيف مصطفى ان حلم أي طالب في مرحلة الاعدادية هو عبور هذه المرحلة بنجاح والدخول الى العالم الجديد والكبير الا وهو الجامعة وما رأيته ولمسته في هذه الجامعة هو انغلاق ، انفتاح ، فكان الانفتاح ثقافيا بصورة واسعة من خلال المهرجانات الثقافية التي تقيمها الجامعة وقد شاركت بأغلبها ، وقد اضافت لي هذه التجارب الجديدة الكثير من الخبرة والحافز للمشاركة في مثل هذه النشاطات فأنا سبق وان شاركت بالكثير من المهرجانات الشعرية ولمدة ثلاث سنوات مضت لكني لم اشارك من قبل بتجربة مسرحية مع اناس لهم اسماؤهم في المسرح العراقي وهذا بحد ذاته كان مكسبا كبيرا لي، عموما انا مؤمن بالمقولة (خذ شيئا من كل شيء ) وخوضي في المسرح كان حلما بالنسبة لي لم استطع تحقيقه إلا من خلال وجودي في الجامعة . اما الانغلاق الذي رأيته فهو من بعض الطلبة انفسهم وهو انغلاق اجتماعي وهذا طبعا لوحظ لكن بنسبة قليلة جدا ولم يستطع الصمود امام الابتسامة الجميلة والعلاقات الدراسية الجميلة وروح الزمالة الصادقة الموجودة بين الطلبة . ومضى في القول انه كطالب اقسام داخلية اضافت له هذه المسألة آثارا اجتماعية جيدة فجمعت شمل الكثير من الطلاب ومن مختلف انحاء العراق فتجد في الغرفة الواحدة طلابا من عدة محافظات فمثلا انا عند زيارتي لأي محافظة اعرف ان لدي بيت يمكن ان اقصده عندما احتاج لاي شيء. لكن اعتقادي يقول يخطأ من يقول ان الحياة الجامعية يجب قضاؤها فقط في الترفيه لأنها هي المكان الذي يحدد ملامح مستقبل الطالب فيجب الحرص لضمان ماهو أفضل لنا . الطالبة دعاء / كلية التربية المرحلة الاولى تقول .. اننا عندما دخلنا الجامعة لم نر ما كنا نتطلع اليه فلم نجد الاهتمام بالجامعة من ناحية توفير فرص الترفيه للطالب اذ لا توجد نوادي بمستوى الطموح وهذه الفرصة الترفيهية من دورها ان تخفض الضغط الدراسي على الطالب . تضيف دعاء نحن نعاني في بعض الاحايين من سوء تعامل الأساتذة معنا متناسين اننا قد بلغنا مرحلة من الفهم والادراك ما يوجب عليهم معاملتنا كزملاء مستقبليين لهم ، فلو توفرت الظروف الملائمة لنا واستطعنا اكمال دراستنا سوف نكون معهم في نفس مكان العمل ، وتقول ان الحياة الجامعية اضافت لنا الكثير من الوعي والانفتاح الاجتماعي والثقافي فكانت لنا مشاركات في نشاطات الجامعة ، وشددت على وجوب قيام الكلية بسفرات علمية وترفيهية للطلبة خصوصا مع الاستقرار الأمني الملحوظ. ويقول الطالب مصطفى مهدي كاظم / كلية التربية: أنا في بادئ الأمر وكأي طالب عندما يكون في المرحلة الإعدادية لن تكون لديه أي فكرة او تصور واسع على الحياة الجامعية لكن كان لدينا فقط تصور بسيط عن هذا المجتمع ، وعند دخولنا الجامعة وجدنا ان هناك فرق كبير بين هذه المرحلة وجميع المراحل التي سبقتها . حيث توسعت علاقتنا بنطاق واسع ووجدنا إن العلاقة بين الأستاذ والطالب تسير نحو الأفضل وأضاف انه ليمكنني أن اخفي إني كنت في البداية متخوفا من صعوبة التأقلم مع اقرأني الطلبة لكن مع مرور الزمن وجدت نفسي قد كونت علاقات أخوية جميلة جدا وتوسعت كل علاقاتنا الاجتماعية واستطعنا الانفتاح على المجتمع كما استطعنا تكوين علاقات جيدة مع الكثير من الطلبة ومن مختلف محافظات العراق لاتقتصر هذه الزمالات على طلاب الكلية الواحدة أو القسم الواحد وإنما من جميع الكليات والأقسام . وان كل هذا يعد رصيدا للإنسان في الحياة. وأشار إلى إننا قد اكتسبنا الكثير من خلال مشاركتنا مع أساتذتنا وزملائنا بأداء النشيد الوطني في يوم الجامعة والذي من خلاله تلقينا الدعم والتدريب والخبرة التي أضافوها لنا من تجاربهم المهنية وشدد مصطفى مهدي على إن كل إنسان يجب إن يستغل هذه المرحلة الحياة الجميلة وقته بتعزيز الجانب الأكاديمي من خلال الجد والاجتهاد المثابرة وعدم التملص من الدراسة .يجب علية ان يعزز الجانب الاجتماعي من خلال كسب المزيد من الأصدقاء والزملاء. الطالبة زينب هادي /كلية التربية تقول معبرة عن إعجابها بالحياة الجامعية لاختلافها الجذري عن حياة المرحلة الإعدادية ، فالود والاحترام والتعامل مسألة جيدة بين الطلبة والأساتذة وبين الطلبة أنفسهم له الدور في إشعارنا بأننا أصبح لنا الدور الفاعل في المجتمع . أما الطالب نصير عبيد ناصر /كلية التربية فيشبه الخروج من المرحلة الإعدادية والدخول إلى الجامعة بخروج الطفل من المشيمة ومن عالم مظلم إلى عالم فيه النور وهذا المجتمع الواسع بعلاقته والواسع بثقافته أضاف لنا الكثير من الوعي والفكر واستطعنا من خلاله المشاركة بالعروض المسرحية التي أقيمت في الجامعة وهذا دليل على وعي الجامعة والعاملين بها وعليها . وأضاف لم اواجه أي مشكلة في التأقلم والاختلاط بين كل زملائي من جميع الكليات والأقسام وكونا روابط صداقة أخوية جميلة فاقت كل التصورات التي كانت في حساباتنا. وترى الطالبة تهاني ان المرحلة الجامعية حالها حال المراحل فيها السلب والإيجاب فهناك سوء فهم لمفهوم الزمالة والعلاقات الاجتماعية في الجامعة ،لكن كل هذه الأمور استطعنا تجاوزها لان ليس كل الموجودين على نفس المستوى من الفهم والوعي والإدراك . وأضافت إننا قد استمتعنا بعض الشيء بحياتنا الجامعية لكن أتمنى للأجيال التي سوف تأتي بعدنا الاستمتاع بها أكثر مع استقرار وضع البلد وتحسين الوضع الأمني . وقالت حنين طالبة في كلية التربية (ايضا) إن هذه المرحلة من حياتنا هي أكثر توسعا وانفتاحا من المراحل الاعدادية فنجد حتى مستوى التفكير صار مختلفا ومفتوحا . واستطعنا التأقلم بسهولة والتعرف على زميلات وزملاء لنا لكن للأسف الجامعة مهملة جدا من الجانب الترفيهي وهذا على مستوى اغلب جامعات العراق وقد يرجع السبب إلى اختلاف الوضع عما كان عليه في السابق. ****منقول