يعد العمل النقابي من أبرز الأمور التي تميز الحياة الجامعية عن الحياة المدرسية، فمع بداية اللحظات الأولى لحياة الطالب الجامعية يكون بمقدوره فتح عينيه على العمل النقابي ليتلذذ بالديموقراطية في وقت مبكر، فتكون لديه حرية الاختيار للانضمام للقوائم الطلابية للمشاركة في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت أو انتخابات الجمعيات والروابط وترشيح نفسه أو يكتفي بمجرد العمل مع القوائم من دون ترشيح نفسه وانما فقط ليرفع اسم قائمته عاليا.
ولكن العمل النقابي ليس بالامر البسيط والهين حيث انه يحتاج لجهد جبار من الطالب ودائما ما يكون الطالب مهددا بالوقوع في هاوية الرسوب السحيقة اذا لم «يهندس» وقته ويقسمه بين العمل النقابي والدراسة الأكاديمية. التقت «النهار» العديد من الطلبة الذين أكد البعض منهم أن العمل النقابي يحقق للطالب فائدة لشخصيته حيث يطور العمل النقابي برأيهم شخصية الطالب وينمي علاقاته الاجتماعية، في حين رأى الطرف الآخر أن العمل النقابي لا يحقق للطالب فائدة بل أصبح مجرد محور لاثارة الفتن والنزاعات بين الطلبة فلذا كان الضرر أكثر من الفائدة المرجوة منه. كما التقت عددا من الطلبة وسألتهم عن مدى وجود فائدة من العمل النقابي الجامعي وعن مدى تأثير العمل النقابي على التحصيل الدراسي للطالب ونجاحه، وعن أبرز الأسباب وراء عدم تصويت البعض من الطلبة. يشترط معدل مناسب أكد الطالب عبدالرحمن العجمي أن العمل النقابي يساعد الطالب على اكتساب مهارات شخصية عدة من أهمها القدرة على الاستماع للآراء الأخرى وتقبلها وفي ذات الوقت يزيد من قدرته على اقناع الآخرين بأفكاره الخاصة. وأشار الى عدم صحة ما يعتقده البعض من ان العمل النقابي يؤثر على تحصيل الطالب بل على العكس يزيد من جهد الطالب حيث يكون الطالب مضطراً الى تقسيم وقته بين الدراسة والعمل النقابي فتتحسن درجاته بسبب هذا التنظيم. وأضاف انه توجد شروط للانضمام للجمعيات والروابط تضعها الادارة تتعلق بان يكون معدل المترشح جيدا، لذلك يضغط الطالب على نفسه لبذل جهد أكثر ليرفع من معدله فيكون بالتالي عمل الطالب مع القوائم مفيدا لدراسته. وبين أن من أهم أسباب عدم تصويت البعض من الطلبة في الانتخابات هو سيطرة القائمة الائتلافية على العمل النقابي لأكثر من ثلاثين سنة حيث يرون صعوبة التغيير في انتخابات الاتحاد. ممارسة سيئة من جانبه أكد أحمد عبدالله العنزي أنه لاتوجد فائدة ترجع على الطالب من العمل النقابي بسبب أن العديد من القوائم الطلابية أصبحت الآن لا تعرف أساسيات العمل النقابي والمنافسة الشريفة بل احترفت افتعال المشاجرات وسارت على نهج المساس بأشخاص زملائهم من القوائم المنافسة ما أدى الى تشويه سمعة العمل النقابي في المجتمع الكويتي ككل والجامعة بوجه خاص. وأضاف ان هذه الممارسة السيئة للعمل النقابي من القوائم الطلابية هي السبب وراء عزوف بعض الطلبة عن التصويت للقوائم حيث أصبحت الانتخابات ميداناً للصراع في ظل غياب الطرح الفكري البسيط بالاضافة للطرح الراقي. وختم ان هذه الممارسة السيئة للعمل النقابي هي أيضا بلاشك تؤثر على معدلات الطلبة العاملين مع القوائم وتحصيلهم الدراسي حيث ينصرفون وراء النزاعات الشخصية فيضيع الوقت دون فائدة ترجى. محور لإثارة الفتن من ناحيتها، أقرت دلال جاسم الهاجري بعدم وجود فائدة من العمل النقابي للطلبة بوجه عام لأن العمل النقابي أصبح مجرد محور لاثارة المشاكل والفتن وخلق النزاعات بين الطلبة فأمسى الضرر منه يطغى على الفائدة. وأضافت ان العمل النقابي برأيها يؤثر بشكل كبير على تحصيل الطالب الدراسي الا في حالات قليلة من الطلبة بسبب أن العمل النقابي يأخذ الكثير من الوقت والجهد المتواصل من الطالب ويلهيه عن دراسته واذا كان متفوقا حتما فسيتأثر ولو بالقليل. عدم الوعي أما غنيمة بن حجي فأكدت أن الطالب الذي يشارك في العمل النقابي وينضم للقوائم سيستفيد بشكل كبير حيث ستزيد ثقته بنفسه وتزداد علاقاته الاجتماعية بما يزيد من قدرته على التعامل مع الآخرين في مجال العمل. وأوضحت أن العمل النقابي لا يؤثر على تحصيل الطالب الدراسي اذا استطاع تقسيم وقته بين الدراسة والعمل. وبينت أن من أهم أسباب عدم تصويت بعض الطلبة عدم الوعي بأهمية القوائم الطلابية والاتحاد الوطني لطلبة الكويت وروابط الكليات في تسهيل أمور الطلبة. تجربة شخصية من جانبها، فقد أكدت شريفة العوضي أنها ترى أن المشاركة في الانتخابات شيء بالغ الأهمية في الحياة الجامعية لاسيما أنها شاركت في الانتخابات وزاولت العمل النقابي عندما انضمت لاحدى القوائم الطلابية فكانت الفائدة من نصيبها، لذلك ترى أن قرارها بالمشاركة كان الأفضل بالنسبة لها. وعبرت عن مخالفتها لبعض الطلبة الذين لا يصوتون ويحتجون بعدم استفادتهم من التصويت، مؤكدة معارضتهم بالرأي لأن القائمة الطلابية تشتغل طوال العام الدراسي والتصويت لها يعتبر «شكراً» لما تقدمه هذه القوائم من خدمة للطلبة طوال العام. اختلاف الاهتمامات ورأت زينب العلي أن العمل النقابي يساعد الطالب على زيادة ثقته بنفسه وأيضا يساعده على تحسين علاقاته مع الطلاب والطالبات. وأضافت ان العمل النقابي لا يؤثر على تحصيل الطالب الدراسي وتفوقه. وأوضحت أن السبب برأيها وراء عدم تصويت بعض الطلبة في الانتخابات يرجع الى أن التصويت ليس من اهتمامات هؤلاء الطلبة بل يهتمون بأمور أخرى تشغلهم عن المشاركة في الانتخابات. أعضاء مجلس الأمة والعمل النقابي من ناحيته، أكد علي السبيعي أهمية ممارسة الطلاب والطالبات للعمل النقابي خلال فترة دراستهم الجامعية، حيث يعتبر العمل النقابي مدرسة حياتية يكتسب منها الطلبة الكثير من الخبرات الحياتية والمهارات القيادية التي تجعلهم في غنى عن حضور العشرات من الدورات والدروس التي تنمي الشخصية البشرية. وتابع أنه يساعد على تنمية الشعور لدى الفرد بواجب العمل والعطاء لأجل الآخرين وفي سبيل خدمتهم ما يكسب المجتمع جيلا مستقبليا راقيا ومعطاء. وتابع مؤكدا أن أهمية العمل النقابي للطالب تبرز من حيث انه يجعل الطالب الجامعي يتعود على ممارسة الديموقراطية في وقت مبكر وعند تخرج الطالب تكون لديه خبرة تساعده على خوض انتخابات المجالس كمجلس الأمة والمجلس البلدي أوغيرها من الجمعيات الانتخابية والنقابات كجمعية المحامين وجمعية الأطباء وغيرها. وأفاد بأن العمل النقابي لا يتعارض مع التفوق في الدراسة ولا يقل أهمية عن الدراسة لأنه يصنع رجالاً سياسيين وخير مثال وجود العديد من أعضاء مجلس الأمة الحاليين والبارزين الذين كانوا أعضاء بالاتحاد أو سبق أن عملوا باحدى القوائم الطلابية. نصيحة للحقوقيين بدوره قال أحمد الحجازي عن موضوع العمل النقابي انه يحقق فائدة كبيرة للطالب الجامعي بوجه عام ولطالب كلية الحقوق بشكل خاص، حيث ان طالب كلية الحقوق يتميز عن بقية طلبة الكليات الأخرى بأن زملاءه في الكلية سيلتقي بهم في مجال العمل، فان أصبح محامياً سيجد أن زملاءه هم أيضا محامون ووكلاء نيابة ومحققون وضباط تابعون لوزارة الداخلية فطبيعة عمله كقانوني تحتم عليه الاحتكاك بهم يوميا لذلك اذا كانت علاقته ناجحة بهم أيام الدراسة بسبب العمل النقابي فان الطالب بلاشك سيستفيد من هذه العلاقة في مستقبله الوظيفي كطالب قانون. وقال إنه ينصح كل طالب من طلبة كلية الحقوق أن يستغل العمل النقابي مع القوائم ليحسن علاقته بباقي زملائه، ويجب عليه الابتعاد عن اثارة المشاكل وعليه عدم الحرص على الكرسي او المنصب أكثر من الاهتمام بتلميع صورته أمام زملائه عن طريق خدمتهم بكل رحابة صدر. ********منقول من جردية النهار البنانية*********