المرأة و تحديات العصر
حياة المرأة سلسلة من المشاعر الممزوجة من ألم وحب و تضحية فرح و سعادة حزن و تعاسة فالمرأة هي ذاك المخلوق الذي فرض نفسه في كل المجتمعات و عبر كل العصور حتى أصبحت لها مكانة مثلها مثل الرجل , فهي بمثابة النصف الأفضل سواء أكانت ظالمة أو مظلومة .
في حين أنها في عهود سابقة لم تكن أكثر من متاع و سلعة في أسواق الرجل , ومع مجيء الإسلام الذي رفع مكانتها و صان إنسانيتها و كرمها بالحجاب و أنصفها و أعطاها حقها في مجتمعها و أسرتها .
فأصبحت المرأة مسؤولة مكلفة برسالة في الحياة مثلها مثل الرجل مع وجود اختلاف في المهام و الوظائف من أجل الوصول إلى التكامل في سير الحياة الطبيعية .
فهي التي وقفت إلى جانب أخيها الرجل و هي التي أنجبت من العظماء الذين كان لهم دور كبير في بناء هذه الأمة و لازالت أسماءهم خالدة في ذاكرة الزمن
و في ظل التحديات المفروضة في زماننا هذا :::::
هل المطلوب من المرأة اليوم أن تسكت و تترك الكلمة في قضاياها و مشاكلها و اهتماماتها للرجل ليقرر في مكانها ؟
و إلى متى هذه السلبية باقية و الاستسلام موجود ؟
أم أن المطلوب من المرأة الخروج من قوقعتها و مواكبة العصر و الحركة الفكرية ؟
و كل هذا لا يكون إلا بالتزامها و تطبيق تعاليم دينها و المحافظة على نفسها دون الانشغال بالأمور التافهة , ترقى بفكرها تبدع في أسرتها لتحقق ما تصبو إليه .
فقضية المرأة ليست بالأمر الهين في الصراع الحضاري و الواجب يحتم أن تكون قضية مركزية , فنجد المفكر الإسلامي الراحل الشيخ الغزالي رحمه الله يقول : (( إن قضية المرأة ليست قضية جنس يسكن المريخ إنها قضية أمهاتنا و أخواتنا و بناتنا , فنحن مدفوعون إلى بحثها و في جوانحنا عواطف التوقير و الحب و الحنان . و هي قضية نصف الأمة النصف الذي لو حكم بإعدامه ماديا و أدبيا مات النصف الآخر حتما فنحن نحفظ ديننا و دنيانا كليهما عندما نحفظ على المرأة وضعها الصحيح في المجتمع , و هي قضية الإسلام الذي كذبوا عليه يوم أوهموا الناس أنه يمحق إنسانية المرأة و يمنع تعليمها ))
فقد أخذت المرأة فرصتها في التعليم إلى جانب الرجل فأصبحت هي المعلمة و الطبيبة و القاضية و المحامية .......
فكان لها دور فعال في مجتمعها و هي تنافس الرجل في عدة ميادين و نشاطات كما أنها ساهمت في التنشئة و تحقيق شروط الانسجام و الاستقرار العائلي .
أما بالنسبة للمرأة الأمية التي لم يسعفها الحظ في الالتحاق بمقاعد الدراسة فنراها اليوم لها فرصة أن تصل إلى ما تريد فقد حققت خطوة عملاقة في هذا المجال و الواجب أن تحافظ على قدرتها على المعرفة دون توان حتى لا يستغفلها الزمن بل لا بد أن تطمح دوما للأفضل و الأحسن لكي تصل إلى ما تريد .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::
فألف تحية إلى المرأة الأم ... ألف تحية إلى المرأة ... الأخت ألف تحية للمرأة الصديقة ...
بالورد أختم كلمتي و لكل امرأة في العالم وردة , و لا أنسى كل رجل احترم المرأة و أخذ بيدها و نظر إليها كإنسانة .
قال الله تعالى : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء )).